التائهون
بقلم : معين عبود
نسيرُ لاندري ياربُّ مالخطبُ
تاهتْ بنا السُبلُ وكلُّنا السببُ
جهاتُكَ الستَّةْ اخترنا أسفلها
تركنا أعلاها فصرنا ننتحِبُ
ياربُّ أدركنا إنَّا بمُنقلبٍٍ
من طاعةِ المولى ننأى ونحتجِبُ
أربابُنا كثرٌ في هذه الدُنيا
المالُ معبودٌ والعرشُ والكذبُ
والجنسُ سيُّدها والظلمُ لا العدلُ
وأكذبُ الناسِ يعلو ويختطِبُ
حاشاكَ يامُسلمْ إنْ كنتَ ذا تقوى
فأغلبُ العالمْ للرِّجسِ ينجذبُ
المالُ مبذولٌ في قاعةِ الرقصِ
تراهُ منثوراً وربَّما الذهبُ
وخمرةٌ بيضا وأخرى صفراءُ
والكاسُ مُترعةٌ والمالُ يُستلَبُ
قد جُنَّ صاحبُنا بساقِ غانيةٍٍ
أو صدرِ راقصةٍٍ أو راقهُ الطربُ
فجيبُهُ العامرْ لاندري مصدرهُ
لو كان من تعبٍٍ ماصابهُ العطبُ
يدنو للاهيةٍٍ والمالُ في يدهِ
والمالُ إنْ مالتْ عليها ينصبُّ
وهكذا صِرنا لا رحمةًً ترجى
والقبرُ مُنتظرٌ ماهمَّه النسبُ
ياتائهاً اصعدْ فاللهُ في الأعلى
وا حسرةً قُلها وأنتَ تُقتضبُ
واشهدْ لمولانا بأنَّهُ الواحدْ
وأنَّ سيِّدَنا الرسولُ لا كذبُ
طوبى لمن ضحَّى بلذةِ الدنيا
فاللهُ مُبدلها بجنَّةٍٍ عجبُ
طوبى لمن زكَّى من مالِ مولاهُ
وأعطي ذا فقرٍٍ فاللهُ مُرتقبُ
ياحائراً مهلاً لربِّكَ الرُجعى
فاللهُ توَّابٌ يعفو ويحتسبُ
لاندري إنْ عِشنا ليومنا القادمْ
فالموتُ مُدركُنا إيَّاكَ والهربُ
تجاوزَ البعضُ معاصياً كُبرى
حدَّ المُحرَّمِ لا يألو ولا يَهَبُ
قلَّدنا غربَهُمُ بصرعةِ الموضةْ
والخُلقُ مهجورٌ والعلمُ والادبُ
ارجعْ هوينى يا أيُّها التائهْ
وخاطبْ اللهَ تلقاهُ يستجبُ
وعُمركَ الماضي إنساهُ مُبتدئاً
بعمركَ الآتي تعلو وتستثبُ
واخلدْ إلى نومٍٍ والبالُ مرتاحٌ
وادعوهُ لا تيأسْ ولا تكن كئبُ
فهذي قسمتُكَ ولا تكن عَجِلاً
فاللهُ مُطَّلِعٌ ولا تكن نَدِبُ
إيَّاكَ إيَّاكَ ورفقةَ السوءِ
واخترْ صواحبَكَ فإنَّهمْ سببُ
هذا اليتيمُ وهذا الجارُ مُحتاجٌ
ماضرَّ من مالٍٍ تُهديهِ أو تَهِبُ
ميزانُهُ العادلْ ماطفَّ مِثقالاً
في يومه الآخرْ رضاهُ أو غضبُ
لاتنتظرْ أبداً استقامةً تأتي
فالموتُ ياصاحِ يدنو ويقتربُ