🎀 العقيق الأحمر 🎀
سأرخي حبال الصوت جهراً
واسرُجُ صهوة الحب للخلد
بهائية أنتِ كبقايا الحياة
نشوانٌ يحن لها وجدي
كأن بغداد بألف ليلٍ ...
وليلةٍ عادت بها شهرزاد
وكأن سيف شهريار دملجاً
على رقاب النساء لم يعتدي
تعم بريقاً كالشمس ؛ ومن
رحم الامس ؛ تولد بالغد
أستئناسها جَذِلاً وسرور
عيادتها حبورٌ وعيد
سوسنية الوجه تُسِرُ الرؤى
سلوى الكلم هزجها غَرِدِ
تغمض على سريرٍ أستبرقِ
وسنانةٌ الخدر عنقها والجيد
رواية الفرسان بعد الوغى
حديث السُكارى وفتنةُ الموعد
ريقها نشقٌ ؛ ونبيذُ شفاهٍ
ثغرها سحر ؛ يفيض بالود
عيناها أذا أطبقت الأجفنان
مسك قران ؛ بمنديل يُعقَد
تفوح أشداقها كشقائق نعمانٍ
أو نيلوفرٍ تزهو طالما تشدو
تُثري ثغر الصبا نعيماً
من عنبرٍ ؛ وزلالٍ بارد
تحبو رقة شادنٍ مترنم
ترنو طراوةً كلما تبدو
من طين شمعٍ قدها
تزفر النعناع بلسماً ضمد
ذوائبُ أزلافها تِلا جوري
ميَّاسةٌ ؛ وجهها قنديلٌ عميد
فستانها شمسٍ تصاغ ولؤلؤاً
سربالها فيروزجٍ كريم وحميد
تغني للجعفرِ أغانٍ عذاب
ويناغمها طرباً بالجزر والمدِ
تَقطِرُ كالندى تُثمِلُ صبحاً
من سقف غيمٍ نضد
والأماسي هدوءَ جائعٍ
و رغبة حبيبٍ لفقيد
ذكرى مفارقٌ عن أيكه
حسير التسامر زاده السهد
تمشي كفاختةٍ مكتنزة
مغترةٍ من واحات سَمْرُقَندِ
مثقلة الريش طوقها ذهبيا
نَضِرَةُ البدائع ساقها العسجدِ
وِلِدَت من العقيق الأحمرِ
رُضِعَّت غسقاً بثُدِيٍّ زُمُرِد
الله أكبر ؛ أعجوبة الواصفون
حديثٌ على عِهدَتهم وتوحيد
كأن الجمال من طين خُلِق
ومن ماء الحسن يُخلق الخود
صبيةٌ ؛ كظبي ؛ تغنجت
بميسل نور ؛ لم يُرمد
أطل من بيان الفجر
نيزكاً يضوي من فرقد
إن استفاق قلب الهيام
يختصرك للأنام حلمه الوردي
لا يُقاضى نديم على فعله
العفو في وجفهم عين الرُشُد
لما رأت عيني غناها
..... كعروس بحرٍ ثمد
تحسست النفس خلتها
عرجت عن الجسد
أثملتها بلا منادمةً
ونبذت كأساً خمره بدد
دعوتها والفكر لم يرعوي
ضميني يانبعة الآس والورد
وانبثقي بأحضان اللقاء
تقبيلاً وعضة بالبرد
أنفجري سن صخرٍ
ظمئان والنسيم ندي
ثوري كالنار لفع حريقه
يؤج شوقاً ولم يخمد
أطلِ نوراً جلياً ينزع
الارض من ليلها الأسود
تعالي أطربكِ أناظيم
شعرٍ فتراقصي وتمردي
فالليل أزلٌ يدوم تولجه
والنهار لاأتيان ولا مدد
على وترٍ ورباب يقام مَطرِبُنَّا
وصوتك أن ذاع غناءه مجد
صوتها طير أنسٍ يؤذنُ بالحقول
صلاة مطر وتلاوة برق ورعد
توحي ألهاماً أن الحبَ عذريٌ
سلالةٌ أصيلها مهدٍ ألى لحد
تنبس حين المعانق غزلاً
بالهمس تؤنس المسامع ود
و حديثٌ مااُنزل بمثله عبقٍ
زعفران ومسكٌ وعقد فريد
وجنتاها خُلِقنَ من نرجس
قطارتا نهلٍ ريعه الشهد
لولا زينة الصدر ما اكتسى
عليها السندس جمالاً ويزيد
وقلادة كرقاص يضرب يمينها
وذات الشمال ويسكن الأخدود
يعتصر عندماً رامي هواها
يشغف مولعً بكأسها واليد
واقراطٌ تدغدغ ذقنها الزنبقي
يسكر مشموماً ويفيق بالمقصد
لباسٌ ؛ يسكن عندها ليلي
تُشفي هيامي ملاباً وتجود
لها خال ؛ يَّحِنُ له خافقي
حُسنَّاً يروق ؛ جمالها الخود
تفوح عبيراً سُعاطاً ذكاؤه
تُشفي جراحاً عاثت بالكبد
قيس كريم
جمهورية العراق
١٧/١١/٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق