نص بعنوان / لكِ الله
سقطت آخر ورقة من شجرة التوت
أسلمت جسدا أنهكه الداء
فقد كانت ترتق حبات الهواء
علها تعيش بعض الأوقات
كم قاومت من أجل البقاء
و كم جمعت من شهقات الهواء
لتحمي من لفحات الحياة
صغارا اعتادوا أن تكون لهم وقاء
تظلهم تأخذهم تحت جناحيها
تقيهم من غدر آت
لكن هيهات هيهات
ذبلت الأوراق
اصفرت رحلت منها الحياة
فُكت أواصر كانت بميثاق عليه تاريخ الانتهاء
كم رتقت من الساعات
و كم ترياقا أخذت من أجل البقاء
و اليوم
ماتت زهرة التوت
قتلتها سموم في الهواء
رفض نبضها استقبال الهراء
لكِ الله يا دودة القز
فبعد اليوم لا حرير و لا غطاء
لك الله فقد سقطت أعمدة شرنقة
كانت لك وعاء
غطاء و حضنا من نقاء
نغمات توقظك كل صباح
لك الله فقد رحلت شمس النهار مع المساء
اعتادت أن تعود مع الأضواء
لكنها اليوم فضلت البقاء
هناك حيث الصفاء
رحلت في صمت البسطاء
فضلت البقاء هناك هناك
حيث لا تلوث و لا سموم و لا رياء
أنطفئ وميض شمعة كانت تحترق لتنير الظلماء
كانت تموت مع كل شهقة هواء آلاف المرات
بقلمي / سعاد شهيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق