🎀 بيبليومانيا 🎀
بيبليومانيا .......
حِلٌ لك أن تسترق جذور الكتب
عن بكرة التأريخ
تتمتع بها كنحِلة من نساء الفردوس
وتطلق تكاليف الضوء من بؤرة العين
جرعة واحدة في مرآة الوقت
أن تستنفر مقدرات الجدوى
أن تتهكم على أرصفة الباعة الجوالين
تعشو عيونهم ثروة الحروف
يذرونها تراباً أثمداً على رفوف الخشب
يمتهنون مداولة ال روبابيكيا
وتزاولهم نشل المعرفة
أن تغسل ساطياً جيوب المكاتب
وتدخر في جيب المفكرة حسابك
وكل الاوراق المكتوبة منذ دلوك الكون
حتى عهود المحابر القصية .
بيبليومانيا ......
روحٌ طائرة على مهب الحروف
تُُجازِف بمطاليب الحيلة
وخلود المعنى
أن تتصنع الحجة بواقعية مفرطة
كاللوحات الفسيفسائية
تفتئُ ماتكتنزه بالحيلة الشرعية
وتأخذ بعيون القُراء
أن تستبصر بعينٍ من حديد
وتطلق للمكافيف مادون المناضد
فراء الظُلمة
أن تتفوه وحدك لغة المنطق واللامنطق
وتتبوأ وحدك سنام الحنكة
بالمعقول واللامعقول ؛ بالوعي واللاوعي
تنتهج بعمق الأوليغاركية
سماحة المزبر وسيد القصة الطويلة
وعنك رواد المطابع في حُسرٍ يتطالعون
بيبليومانيا .....
أنت لست بسارق
طالما من أعارك أستغبى
وجنون عظمتك لا تؤخذ بالوَغْبُ
وانت رجل الميغالومانيا
بقلبٍ من حديد
تشحذ من قوت المتقولين سطوراً
وتُنشِئ لك ضريحاً ذكره حياً
سافراً لايموت
يحيى على ملافظ الألسُن المبكمة
وتَّسيِد على أنصات المسامع
بجموح الرغبة
وكل الماثلين أمام خطبك العصماء
مشانق مؤجلة على عهدة الجاهلية
بيبليومانيا .....
أن تصرخ في وجه اللاوجود
تخوض في عمق الشعور
تنقب بالمجهول عن السر المراد
تخوض عوالم الخيال اللاملموس
بأبرة حائك يرتق معالق الكلمات
تفتش في مأوى الأرواح
عن كاهن العبارات الطرية
عن ومضة شاردة في مهب الصرير
فما أجمل العوم في ماء المحابر
في الحروف المتاخمة لعالم الجمال
في كل ماتشربه من دساتير اللغة
أن تنعم في دهشة شِعرٍ جاهلي
وغيرك زاهد عن وجه كتابٍ كاللعبة
تأخذ به الأطفال عرضاً وطولاً
أن تُروى في زخة قلمٍ صوفي
أو نفحة طافرة من أصابع زرادشت
تستملك فيها الذهب والجمال
أن تلبس وتشرب الأصفران
مايروق لكَ
بيبليومانيا
أنت لست بسارق أفكارٍ
لكنما حَذَق أستباقك
للمعلوم بلا هوادة
وجنوحك فاره عن معاقل الكلمة
أن تتغور كالبحر عميقاً
في أفكار النسوة
وتنهب من ذقن الراشدين
ماء الحكمة
أن تتقلب كالريح سريعاً
في أطوارك
في كُفئ كيانك لا ماثل
الا انت ..... ألا أنت
ولا قرين لك في العناوين العريضة
ألا انت ..... ألا انت
هذه الكتب التي بين أطراف لسانك
تستقرأها بشراهة راغب ممنوع
ان تمتهن تطرئةً الشفاء
تبثها استطباباً كجالينوس الحكيم
أن يعتاد اليك الأباطرة يطوون رمال الطريق
من كل عرشٍ عميق
هي الكتب من نجد فيها ضالتنا
وعنادنا ؛ ووحشتنا ؛ ووحدة تراضينا
واحياناً الضياع الذي نطمح اليه
في مطالعة الكتب والسبيل الرشيد
بيبليومانيا ....
لست موسوساً بمرض الثرثرة
أنت قطبٌ كالحجر الممغنط
تحجُ حاكياً كالرواة الى كنف المقارئ
أن تجدف قواك نحو الحياة
وغيرك لايدفع عنه كثافة الموت البليد
وحدك أنت عصيُّ الطبع
حد القلوب على الحناجر
منيعٌ أنت لا تستجير
حد الروح أذا بلغت الحلقوم
تعاكس بوصلة الأرقام العجيبة
تسلك الهاجس عكس مسير الساعة
ودوران الأرض المنتشية
بثمالة الكواكب
يغدقك كأس المطالعة
وتموت بشرقة من لعاب القلم
قيس كريم
جمهورية العراق
٢/٤/٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق