(بوح صوره)
ا/بيكرالوجيه
مات أبي تحملت مسؤلية أخوتي الصغار
فقيراً انا بلا راع ولا مأوى في وطن
ممزق ماتت فيه الرحمه انتشر فيه
الظلم والجور لطالما حلمت أن أكون
طبيب أو طيار كما يطمح أصدقائي
لكن القدر قطف أبي ثمرة فؤادي
وانا في سن السابعة من عمري
وحين وصلت الى الثامنة من عمري
مرضت أمي وتعبت ولدي شقيقين
لا أحد يعولهما فقررت أن أجد وأكسب
المال كي أسد حاجتهم بدأت أبيع
الآي سكريم قرب المدرسة وكان
قلبي يحترق عندما أرى أصدقائي
الذين هم من نفس المنطقة التي أسكنها
يأتون لدراسه وأنا محروم من التعليم
ملابسي بالية مرقعه شكلي
لا يليق
مقارنة بأولئك الذين يرتدون
الملابس الجميلة المخصصة للمدرسه
لم أحتمل هذا الموقف ثم ذهبت
الى خلف دكان مجاور من المدرسة
فجهشت بالبكى بصوت خافات
كالغط لا يكاد يُسمع مصحوباً
بتنهيدات وشحرجه، لم أستطع
الجلوس هناك ثم ذهبت الى منزلي
ولم أبيع شيء من الأي سكريم
الذي اشتريته وحين وصلت الى المنزل
سمعت أحد أخوتي الصغار يبكون
من شدة الجوع واذا بي تتقاذفني الآلآم
فقلت في نفسي إن لم أكسب المال
اليوم سيموت أخوتي وامي من الجوع
عدت مسرعاً الى المدرسة فنتظرت
حتى وقت الراحه خرج الطلاب
اشتروا مني الأي سكريم بعته
كاملاً
ثم ذهبت الى السوق لشراء الطعام
اشتريت صاعين من الرغيف
وقنينة ماء ثم عدت الى البيت
دخلت إلى البيت وأصوات أخوتي تتعالى هرعت إليه فوجدتهما
يبكون فوق أمي قلبتها يمنة ويسرة
تحسست نبضها فإذ بها قد فارقت الحياة
حزنتُ حزن شيديد بكيتُ بشدة
صرخت بأعلى صوتي وبينما
أنا على هذا الحال تذكرت قوله تعالى
إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
فحمدت الله وأثنيت عليه فعرفت
أن الله يختبرني ناديت أهل الحي
ثم غسلت والدتي ودفنتها وأقسمت
على نفسي عهدا بأن أكون لأخوتي أم وأب
وأن أتحمل المسؤلية حتى يبلغا
أشُدهما وأن لا أفقد الأمل وأن
أجد وأثابر واكافح من أجل البقاء
حتى يتوفاني الله عز وجل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق