( إلى أين تأخذني مراكب أفكاري؟ )
مسألة خلق حواء تثيرني ٠
في التوراة خلق الله حواء من ضلع أعوج من آدم بعد أن أسدل عليه سباتا عميقا ٠ (21 فأوقع الرب الاله سباتا على ادم فنام، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما. 22 وبنى الرب الاله الضلع التي اخذها من ادم امرأة واحضرها الى ادم.)
التوراة يجعل من المرأة متاع للرجل ويجلسها في مكانة دنيا وهي مكانة الغرائز والشهوات ٠
في نص الإنجيل خلقت حواء من ضلع أدم لتكون قرينته "وقال الرب الإله: ' ليس جيدًا أن يكون آدم وحده، فأصنع له معينًا نظيره" [18].
فالمرأة هنا زوجة والزوجة أسرة و الزواج حافظة للإنسان في عرقه
ونسله ٠
في القرآن لا إشارة لضلع آدم ٠ إذ قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾،
فالمرأة هنا شريك في الخلق ٠
ذهب المفسرون إلى القول بأن الله خلق حواء من نفس واحدة وهي نفس آدم و عادوا لمسألة الضلع٠ و الصواب أن النفس التي ذكرها الخالق هي للله وهي التي نفخها الرب في آدم ٠
ترجمتها لللاتينية والفرنسية تعيدنا للمعنى المقصود في القرآن٠ والنفس هو الروح الإلاهي الذي يبعث الحياة في المخلوقات ٠
و بذلك نفى القرآن تبعية حواء لآدم جسدية أو عاطفية كانت ٠
فحواء كائن مستقل بذاته وعواطفه و بمكانته بين الكائنات ٠
بل هي تتقاسم مسؤولية مواصلة الجنس البشري و آدم ٠
وقد لجأ العلماء والمفسرون إلى تبرير صمت القرآن عن موقع حواء من آدم و أسقطوا قراءات تأويلية لا تستند لصريح القرآن لجعل الذكر وصيّا على الأنثى٠ ولكنه إبتعدوا عن مقاصد القرآن ودافعوا عن ثقافتهم
الذكورية ٠
قرأت في مجلة علمية أن الضلع الذي إنتزعه الله من صرة آدم بعد أن أنامه و سوّاه لحما هو عظم كان موجودا كما عند كثير من الثدييات في عضوه الذكري ٠
فصار هذا العظم الصلب غاية آدم يبحث فيه عن قوّة خارقة إفتقدها وصار هاجسا يسكن حواء ، ذلك أنها خُلقت منه ٠ و الله أعلم ٠
بقلمي هذا الصباح
حسن بنباجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق