بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين
وبعد أيها الفضلاء والفضليات
الذي دعاني لهذا المقال هو تقديسنا لبعض الشخصيات وكأنهم ملائكة لايخطؤن فهذا يقول نزار قباني فلا قبله ولابعده ولايرضى أن ينقد أحد نزار وهذا يقول الرافعي وهذا يقول العقاد وهذا يقول حافظ ابراهيم
والحقيقة الكل معرض للنقد والخطأ
/فما هي قصة مصطفى صادق الرافعي مع عباس محمود العقاد /
وكيف انتقلت قصتهم من صداقة إلى عداوة
الرافعي : 1880 ...1937
---------------------------------
العقاد : 1989......1964
---------------------------------
ما هو رأيُ العقادِ في أدب الرافعي، قبل بِضع عشرة سنة من خصومة هي الأعنف والأشد في تاريخ الأدب العربي،
قال العقاد عن الرافعي (إنه ليتفق لهذا الكاتب من أساليب البيان مالا يتفق مثله من كتاب العربية في صدر أيامها )
هذا كان رأيه ثم بدأت الخصومة
خصومة كان طرفاها قطبي الأدب والفكر آنذاك، فهذا هو الرّافعي مُعجزة الأدب، ونابغة العرب، الذي لم يترك كاتبًا إلا ونازله في باب النقد عنيفًا غير مُستمهلٍ -فقد نقد طه حسين وغيره-
فارسٌ، كانت له طلائع جليلة في ساحات اللغة والدفاع عن الدين، فمُذ نشأته اعتاد الوقوف في أرض المعركة، يستل قلمَه، ليقسمَ به ظهرَ هذا، ويقطع به لسانَ ذاك، كاتبٌ نشأت بينه وبين العربية أواصر بلا نهاية، فكانت بلاغته الفريدة، وأساليبه الجزلة العظيمة، علامة مُضيئة في سطور اللغة.
أما الثاني فهو كاتب لا يَخفى اسمه على أحدٍ -صغيرًا كان أو كبيرا -العقاد.. ذلك الكاتب الذي تحدى الظروف أصعبها، وواجه الصِعاب أشدّها، فنزل إلى رغبته التي لم يوفرها له التعليم، فقرأ كمسافرِ بلا مَقصد، وتثقف مُستبحرًا هنا وهناك، لم يترك بابًا للثقافة إلا وطرقه. العقاد، كاتبُ الوفد الأول، ورفيق سعد باشا زغلول، الذي تحبه الجماهير
عملاقان بهذا الحجم يتخاصمان
ولكن هذه الخصومة أفادت الكتاب
علميا
(بداية الحرب بين العملاقين )
بدأت المَعركة مُنذ صدور كتاب "الديوان" للعقاد والذي تناول فيه العقاد الرافعي نقدًا واسعًا ولاذعا
بعدها ألف الرافعي كتابه "إعجاز القرآن" للرافعي،
عام 1926 م
الذي امتدحه سعد باشا زغلول في قوله
"كأنّه تنزيلٌ من التنزيل، أو قَبسٌ من نور الذكر الحكيم". ولا شك أن هذا القول قد أشعل المُوجدة في قلب العقاد تجاه الرّافعي لاسيما وأنّه كاتب الوفد الأول، وله على سعد مكارم كثيرة.
وحينما التقى الرّافعي العقاد صُدفة، في مقر المُقتطف، كان العقاد على غير طبيعته -مُتجهم الوجه عَبوسًا- ولم يلبس الرافعي أن ينهي سؤاله عن رأيه في الكتاب، حتى فتح العقاد نارًا على الرافعي أشعلت بينهما الصراع الدائم، شكك العقاد في الكتاب وامتد حديثه ليطول القرآن ذاته وإعجازه، حيث دار جزء من الموقف على هذا النحو كما يرويه العريان في كتابه "حياة الرّافعي". قال الرافعي للعقاد، وكان الحديث يدور بينهما على الورق لأن الرافعي ضعيف السمع: "أنت تجحد فضل كتابي، فهل تراك أحسن رأيًا من سعد؟" قال العقاد: "وما سعد وما رأي سعد؟" قال الرّافعي، وقد قبض يده على ورقة العقاد: "أفتراك تصرح برأيك هذا في سعد، وأنت تأكل الخبز في مدحه، والتعلق بذكراه!" رد العقاد: " ما لك أنت وسعد! إن سعدًا لم يكتب هذا الخطاب، ولكنك أنت كاتبه، ومزوره، ثم نحلته إياه لتصدر به كتابك فيروج عند الشعب." ومن هُنا ثارت نفس الرّافعي التي لم تكُن ترضخ لمثل هذا إذ يقول الرافعي عن نفسه: "إنّه يُخيل إليّ دائمًا أنّي رسولٌ لغوي بُعثت للدفاع عن القرآن ولغته وبيانه، فأنا أبدًا في موقف الجيش تحت السلاح".
(العقاد يطلق رصاصه )
أطلق العقاد رأيه في الرّافعي فقال في الجزء الثاني من كتابه الديوان: "مصطفى أفندي الرافعي، رجلٌ ضيق الفكر، مُدرع الوجه، يركب رأسه مراكبًا يتريث دونها الحصفاء أحيانًا، وكثيرون ما يُخطئون السداد بتريثهم وطول أناتهم". وأتبع أيضًا في الفصل ذاته قائلًا: "إيه يا خفافيش الأدب: أغثيتم نفوسنا أغثى الله نفوسكم الضئيلة، لا هوادة بعد اليوم، السوط في اليد وجلودكم لمثل هذا الصوت خُلقت، وسنفرغ لكم أيها الثقلان". فكان ذلك مما أشعل النار في صدر الرافعي مما جعل الرافعي يقرر وضع العقاد على السفود، ليظهر مطلع عام ، (1929) أضف إلى ذلك اقتراب العقاد من مي زيادة مُلهمة الرافعي الأولى.
(العقاد صار على كتاب السفود)
كتب الرّافعي مجموعة مقالات نقدية لاذعة، جرد فيها العقاد من كل عظيم وألبسه كل مهترئ ، فألصق معظم أعماله بالسرقة الأدبية منها ما يقول الرافعي في مقاله "العقاد اللص" الذي نُشر في مجلة العصور عام (1929)
وفي ذات العام أصدرت جريدة "الحال الأسبوعية" في القاهرة وفيها مقال عنوانه "لو..! تأثيرها في تاريخ العالم" وبعدها اصدرت مجلة "الجديد" مُفتتحة بالمقال هذا عنوانه "لو" للكاتب القدير الأستاذ عباس محمود العقاد، وكلتا المقالتين مترجمة عن الأستاذ "هريتشو" مدرس التاريخ في جامعة لندن نقلًا عن مجلة "الأوتلاين" الإنجليزية. غير أن اللص الجبار، زعم لنفسه الشركة في علم أستاذ التاريخ، فساق الكتابة في أسلوب يُوهم القارئ أنه هو صاحب البحث ومخترع العنوان، وأنه لم يأخذ من المؤرخ إلا ما يأخذه من "يفك قرشين"، يعطى بهما قطعة من الفضة، هي وهما سواء، فما أخذ إلا بقدر ما أعطى، وكان ذا مالٍ في قرشيه ولم يكن لصًا وهكذا يزيد العقاد على لصوص الأدب والكتابة، بما فيه من هذه الوقاحة العلمية الثقيلة التي هي سلاحه في كل ميادينه".
وغيره من النقد الصعب الشديد الذي لا يُحتمل، فقد تتبع الرافعي شعر العقاد معظمه بالنقد البلاغي واللغوي بغير رحمة، فقد فكك معظم أعماله، وأطاح بالعقاد أرضًا في هذا الكتاب. منها ما يقول في نقد أحد أبياته: "وختام قصيدة المراحيضي -لقب أطلقه الرافعي على العقاد سخرية- تغنّوا بما شاءوا، وغنيتُ بالطلى وكل يغني في الأنام بليلاه وكتب (الطلى) بالياء وهي بالألف لا غير، إذ هي بالياء معناها الرقاب، والسرقة في هذا البيت ظاهرة من قولهم: "كل يغني على ليلاه"، ولكن يبقى أن التي انقلبت فرسًا أو براقًا من قبل، انقلبت هنا امرأة اسمها (ليلى). ألا يغور هذا العقاد الآن والقراء جميعا يبصقون على شعره؟"
(عودةالثورة بعد الهدوء)
ثم هدأت المعركة بين الرافعي والعقاد فترة إلى أن نُشر ديوان العقاد "وحي الأربعين" الذي لم يكن الرافعي يرغب قراءته إلا أنه ذات مساء كان جالسًا مع أحد أصدقائه، فسأله: "أي كتاب تقرأ هذه الأيام؟" فأجاب غامزًا: "وحي الأربعين". فعزم الرافعي على قراءته ونقده بعد حين، وطلب من صديقه أن يشتريه لأجله، لأنه قد عزم منذ زمن ألا يدفع قرشًا في كتب العقاد، فقرأه الرافعي، وأملى مقاله النقدي عنه للعريان، ونشره الرافعي، ورد عليه العقاد مُوبخًا، في مقال بعنوان "أصنام الأدب" ينتقص فيه من الرافعي وإسماعيل مظهر، ناشر كتاب "على السفود"، غير أن العقاد لم يرد على معظم ما عابه به الرافعي، واستعاض عن الرد بالسب والشتم، ودخل للرافعي من مكان لم يكُن يحسبه، فطعن في وطنيته، وأوهم قُرّاءه أن الرافعي ما كان لينتقده لولا أنه العقاد كاتب الوفد السياسي، كان العقاد كاتب بعقل سياسي يحمل المفاجآت دائمًا. فكتبه الرّافعي مقالًا شديدًا، عنيفًا سخر فيه من العقاد وأوجعه وقد دعم الرافعي نقده بالدليل
(وأخيرا ينسحب العقاد )
ثم يرد العقاد، ليُعلن انسحابه من المعركة شاكرًا للذين أيدوه، فكان النصر للرافعي عند طائفة، لكنه خسر عطف الآلاف من مُحبي العقاد. غير أنّ الرّافعي لم يترك العقاد وشأنه وتحين الفرصة ليرد له كيده بنفس خبثه السياسي وعندما خرج العقاد من الوفد وكتب فيه ناقدًا، استغل الرافعي الموقف وكتب في العقاد مقالًا بعنوان "أحمق الدولة" فكان المقال كالطبل له صدى كبيرا
هكذا كانت المعركة بين أديبين كبيرين فهمنا من خلالها أن الأدباء في ذلك الوقت على دراية وفهم كبيرين جدا
حيث كان ينزل مقال الواحد منهم فيسمع فيه كل الناس
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
المقال من مراجع عديدة
وملخصات
ودمتم بخير أحبتي
عبدالمجيدمحمود مواس طوقان
وبعد أيها الفضلاء والفضليات
الذي دعاني لهذا المقال هو تقديسنا لبعض الشخصيات وكأنهم ملائكة لايخطؤن فهذا يقول نزار قباني فلا قبله ولابعده ولايرضى أن ينقد أحد نزار وهذا يقول الرافعي وهذا يقول العقاد وهذا يقول حافظ ابراهيم
والحقيقة الكل معرض للنقد والخطأ
/فما هي قصة مصطفى صادق الرافعي مع عباس محمود العقاد /
وكيف انتقلت قصتهم من صداقة إلى عداوة
الرافعي : 1880 ...1937
---------------------------------
العقاد : 1989......1964
---------------------------------
ما هو رأيُ العقادِ في أدب الرافعي، قبل بِضع عشرة سنة من خصومة هي الأعنف والأشد في تاريخ الأدب العربي،
قال العقاد عن الرافعي (إنه ليتفق لهذا الكاتب من أساليب البيان مالا يتفق مثله من كتاب العربية في صدر أيامها )
هذا كان رأيه ثم بدأت الخصومة
خصومة كان طرفاها قطبي الأدب والفكر آنذاك، فهذا هو الرّافعي مُعجزة الأدب، ونابغة العرب، الذي لم يترك كاتبًا إلا ونازله في باب النقد عنيفًا غير مُستمهلٍ -فقد نقد طه حسين وغيره-
فارسٌ، كانت له طلائع جليلة في ساحات اللغة والدفاع عن الدين، فمُذ نشأته اعتاد الوقوف في أرض المعركة، يستل قلمَه، ليقسمَ به ظهرَ هذا، ويقطع به لسانَ ذاك، كاتبٌ نشأت بينه وبين العربية أواصر بلا نهاية، فكانت بلاغته الفريدة، وأساليبه الجزلة العظيمة، علامة مُضيئة في سطور اللغة.
أما الثاني فهو كاتب لا يَخفى اسمه على أحدٍ -صغيرًا كان أو كبيرا -العقاد.. ذلك الكاتب الذي تحدى الظروف أصعبها، وواجه الصِعاب أشدّها، فنزل إلى رغبته التي لم يوفرها له التعليم، فقرأ كمسافرِ بلا مَقصد، وتثقف مُستبحرًا هنا وهناك، لم يترك بابًا للثقافة إلا وطرقه. العقاد، كاتبُ الوفد الأول، ورفيق سعد باشا زغلول، الذي تحبه الجماهير
عملاقان بهذا الحجم يتخاصمان
ولكن هذه الخصومة أفادت الكتاب
علميا
(بداية الحرب بين العملاقين )
بدأت المَعركة مُنذ صدور كتاب "الديوان" للعقاد والذي تناول فيه العقاد الرافعي نقدًا واسعًا ولاذعا
بعدها ألف الرافعي كتابه "إعجاز القرآن" للرافعي،
عام 1926 م
الذي امتدحه سعد باشا زغلول في قوله
"كأنّه تنزيلٌ من التنزيل، أو قَبسٌ من نور الذكر الحكيم". ولا شك أن هذا القول قد أشعل المُوجدة في قلب العقاد تجاه الرّافعي لاسيما وأنّه كاتب الوفد الأول، وله على سعد مكارم كثيرة.
وحينما التقى الرّافعي العقاد صُدفة، في مقر المُقتطف، كان العقاد على غير طبيعته -مُتجهم الوجه عَبوسًا- ولم يلبس الرافعي أن ينهي سؤاله عن رأيه في الكتاب، حتى فتح العقاد نارًا على الرافعي أشعلت بينهما الصراع الدائم، شكك العقاد في الكتاب وامتد حديثه ليطول القرآن ذاته وإعجازه، حيث دار جزء من الموقف على هذا النحو كما يرويه العريان في كتابه "حياة الرّافعي". قال الرافعي للعقاد، وكان الحديث يدور بينهما على الورق لأن الرافعي ضعيف السمع: "أنت تجحد فضل كتابي، فهل تراك أحسن رأيًا من سعد؟" قال العقاد: "وما سعد وما رأي سعد؟" قال الرّافعي، وقد قبض يده على ورقة العقاد: "أفتراك تصرح برأيك هذا في سعد، وأنت تأكل الخبز في مدحه، والتعلق بذكراه!" رد العقاد: " ما لك أنت وسعد! إن سعدًا لم يكتب هذا الخطاب، ولكنك أنت كاتبه، ومزوره، ثم نحلته إياه لتصدر به كتابك فيروج عند الشعب." ومن هُنا ثارت نفس الرّافعي التي لم تكُن ترضخ لمثل هذا إذ يقول الرافعي عن نفسه: "إنّه يُخيل إليّ دائمًا أنّي رسولٌ لغوي بُعثت للدفاع عن القرآن ولغته وبيانه، فأنا أبدًا في موقف الجيش تحت السلاح".
(العقاد يطلق رصاصه )
أطلق العقاد رأيه في الرّافعي فقال في الجزء الثاني من كتابه الديوان: "مصطفى أفندي الرافعي، رجلٌ ضيق الفكر، مُدرع الوجه، يركب رأسه مراكبًا يتريث دونها الحصفاء أحيانًا، وكثيرون ما يُخطئون السداد بتريثهم وطول أناتهم". وأتبع أيضًا في الفصل ذاته قائلًا: "إيه يا خفافيش الأدب: أغثيتم نفوسنا أغثى الله نفوسكم الضئيلة، لا هوادة بعد اليوم، السوط في اليد وجلودكم لمثل هذا الصوت خُلقت، وسنفرغ لكم أيها الثقلان". فكان ذلك مما أشعل النار في صدر الرافعي مما جعل الرافعي يقرر وضع العقاد على السفود، ليظهر مطلع عام ، (1929) أضف إلى ذلك اقتراب العقاد من مي زيادة مُلهمة الرافعي الأولى.
(العقاد صار على كتاب السفود)
كتب الرّافعي مجموعة مقالات نقدية لاذعة، جرد فيها العقاد من كل عظيم وألبسه كل مهترئ ، فألصق معظم أعماله بالسرقة الأدبية منها ما يقول الرافعي في مقاله "العقاد اللص" الذي نُشر في مجلة العصور عام (1929)
وفي ذات العام أصدرت جريدة "الحال الأسبوعية" في القاهرة وفيها مقال عنوانه "لو..! تأثيرها في تاريخ العالم" وبعدها اصدرت مجلة "الجديد" مُفتتحة بالمقال هذا عنوانه "لو" للكاتب القدير الأستاذ عباس محمود العقاد، وكلتا المقالتين مترجمة عن الأستاذ "هريتشو" مدرس التاريخ في جامعة لندن نقلًا عن مجلة "الأوتلاين" الإنجليزية. غير أن اللص الجبار، زعم لنفسه الشركة في علم أستاذ التاريخ، فساق الكتابة في أسلوب يُوهم القارئ أنه هو صاحب البحث ومخترع العنوان، وأنه لم يأخذ من المؤرخ إلا ما يأخذه من "يفك قرشين"، يعطى بهما قطعة من الفضة، هي وهما سواء، فما أخذ إلا بقدر ما أعطى، وكان ذا مالٍ في قرشيه ولم يكن لصًا وهكذا يزيد العقاد على لصوص الأدب والكتابة، بما فيه من هذه الوقاحة العلمية الثقيلة التي هي سلاحه في كل ميادينه".
وغيره من النقد الصعب الشديد الذي لا يُحتمل، فقد تتبع الرافعي شعر العقاد معظمه بالنقد البلاغي واللغوي بغير رحمة، فقد فكك معظم أعماله، وأطاح بالعقاد أرضًا في هذا الكتاب. منها ما يقول في نقد أحد أبياته: "وختام قصيدة المراحيضي -لقب أطلقه الرافعي على العقاد سخرية- تغنّوا بما شاءوا، وغنيتُ بالطلى وكل يغني في الأنام بليلاه وكتب (الطلى) بالياء وهي بالألف لا غير، إذ هي بالياء معناها الرقاب، والسرقة في هذا البيت ظاهرة من قولهم: "كل يغني على ليلاه"، ولكن يبقى أن التي انقلبت فرسًا أو براقًا من قبل، انقلبت هنا امرأة اسمها (ليلى). ألا يغور هذا العقاد الآن والقراء جميعا يبصقون على شعره؟"
(عودةالثورة بعد الهدوء)
ثم هدأت المعركة بين الرافعي والعقاد فترة إلى أن نُشر ديوان العقاد "وحي الأربعين" الذي لم يكن الرافعي يرغب قراءته إلا أنه ذات مساء كان جالسًا مع أحد أصدقائه، فسأله: "أي كتاب تقرأ هذه الأيام؟" فأجاب غامزًا: "وحي الأربعين". فعزم الرافعي على قراءته ونقده بعد حين، وطلب من صديقه أن يشتريه لأجله، لأنه قد عزم منذ زمن ألا يدفع قرشًا في كتب العقاد، فقرأه الرافعي، وأملى مقاله النقدي عنه للعريان، ونشره الرافعي، ورد عليه العقاد مُوبخًا، في مقال بعنوان "أصنام الأدب" ينتقص فيه من الرافعي وإسماعيل مظهر، ناشر كتاب "على السفود"، غير أن العقاد لم يرد على معظم ما عابه به الرافعي، واستعاض عن الرد بالسب والشتم، ودخل للرافعي من مكان لم يكُن يحسبه، فطعن في وطنيته، وأوهم قُرّاءه أن الرافعي ما كان لينتقده لولا أنه العقاد كاتب الوفد السياسي، كان العقاد كاتب بعقل سياسي يحمل المفاجآت دائمًا. فكتبه الرّافعي مقالًا شديدًا، عنيفًا سخر فيه من العقاد وأوجعه وقد دعم الرافعي نقده بالدليل
(وأخيرا ينسحب العقاد )
ثم يرد العقاد، ليُعلن انسحابه من المعركة شاكرًا للذين أيدوه، فكان النصر للرافعي عند طائفة، لكنه خسر عطف الآلاف من مُحبي العقاد. غير أنّ الرّافعي لم يترك العقاد وشأنه وتحين الفرصة ليرد له كيده بنفس خبثه السياسي وعندما خرج العقاد من الوفد وكتب فيه ناقدًا، استغل الرافعي الموقف وكتب في العقاد مقالًا بعنوان "أحمق الدولة" فكان المقال كالطبل له صدى كبيرا
هكذا كانت المعركة بين أديبين كبيرين فهمنا من خلالها أن الأدباء في ذلك الوقت على دراية وفهم كبيرين جدا
حيث كان ينزل مقال الواحد منهم فيسمع فيه كل الناس
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
المقال من مراجع عديدة
وملخصات
ودمتم بخير أحبتي
عبدالمجيدمحمود مواس طوقان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق