قصيدة : ايام في بلاد الروس... بقلم الشاعر : براق فيصل الحسني

أيام في بلاد الروس

منذ سنين خلت زرت
بلاد الروس وقبر لينين
صادفت هناك ملاك
أرسلته لي السماء
عيناها كالبحر زرقاوين
وحين نظرت لها تهت
فلم أدري أفي الساحة
الحمراء في قلب موسكو
أم أنا أحلم في بغداد
صحوت وعينيها ترمقني
بكل ذاك الود والحنين
كلمتني وأنا لا أعرف
ما تقول لكني أبتسمت
وخرجناوالبرديقض دمي
وتمشينا فوق جليد
نهر موسكو المنجمد
قالت أشعل لي سكارتي
وقالت لي من أي بلاد
أتيت أيها المرتجف
قلت لها من العراق
الصاخب بالشمس
والحر يحرق الجبين
ولم أحسب لجو بلادكم
البارد المنجمد اللعين
قالت هيا بنا أريك
بلادي وما تشتهي العين
وتذكرت بلادي وماذا قال
بدر شاكر السياب عنها
( الشمس في بلادي أجمل )
رأيت الجمال يغزو الشوارع
نسيت البرد وكما يقال
فقط كلمتان نعم ولا
رأيت المحال في هذا الترحال
رأيتُ العاشقين وكل الحب والدلال
على جدران قصر الكرملن
العاشقون بالأحضان يقبلون بعض
ولا أحداً يسألهم أو يزعجهم
عجباً لو حدث هذا في بلادي محال
الحاكم لدينا سلطاناً لا يخطر ببال
وفرمانه سيشنق كل العاشقين
بلا محاكمة وهل ما يفعلونه
ويقولون حرام أم حلال
فتحت شباك غرفتي وأخرجت
كتاب يذكرني بأضواء موسكو
لأعيش لحظات الحلم
التي حلمت بها ليال طوال
وها أنا أحقق حلمي
ويا لهذا الجمال
أتذكرها الآن وكأنها ومضة
مرّت عليَّ في الخيال

براق فيصل الحسني

سامسون تركيا