الأربعاء، 1 أبريل 2020

توثيق قصه قصيره : بقلم الشاعر : تيسير إبراهيم

........الوفـــــاء...قصــة خياليـــة...أرجو منكم قرائتها للنهاية..
...............

ســامي ..شـاب مصـري
أحمـد...شـاب ســوري
ألتقيا في سويسرا من أجل العمل ..
وبما أن الدم الذي يجري بينهم عربياً تعاهدا على الأخوة والصداقة الحميمة..
أصبحا كجسد واحد
لايأكل أحدهم أو يشرب أو ينام حتى يطمئن على الآخر..
شاءت الأقدار ودَقَّتّْ ساعة العودة للبلاد..
وتعاهدا على أن يبقى ذلك الحب. والمودة بينهم مدى الحياة..

إنقطعت الأخبار فيما بينهم ولكن بقيت المحبة والأخوة قائمة وتشدهم للقاء..
ولكم ماحدث...

بعد 4 سنوات..
...................
قرر سامي أن يزور أحمد في بلده سوريا..

أستيقظ أحمد في الصباح نشيطاً تملأ وجهه أبتسامة كغير عادته وسارع إلى بيت خطيبته سناء
سناء فتاة جميلة وهي خطيبة أحمد

أحمد.. صباح الخير ياحبيبتي.. اشتقت لكِ كثيراً..
سناء.. وهل هناك أجمل من صباح تملأه ابتسامتك ياحبيبي..
ولكن قُلّْ لي ماسِرُ هذه الأبتسامة ياأحمد
أحمد...لاأدري ياحبيبتي ولكنني أحسُّ بإن شيئاً جميلاً سيحدث ..وأشتم رائحة تشقُ أنفاسي وتشرح قلبي..
فأرجوكي تزيني وكوني بأبهى حلةً وشاركيني فرحتي..
جلست سناء أمام مرآتها وتزينت وظهرت كالملائكة..

وصل سامي إلى قرية أحمد الريفية في الشمال السوري وبدأ بالسؤال عن منزل أحمد..
والتقيا بعناق حار دام بضع دقائق وسط دموع الفرح..
وصرخ أحمد ..هذا أخي سامي الذي حدثتكم عنه طويلاً ومازلت..

سامي.. كيف حالك ياأحمد.. لقد حاولت الأتصال بكَ مراراً ولكن دون جدوى.. واشتد شوقي لكَ فقررت السفر إليك..

أحمد.. لقد أتيتَ وجلبتَ معكَ سعادة لاتوصف وأطفأت أشواقاً كادت تقتلني حنيناً لرؤياك..وستبقى بضيافتي شهراً كاملاً على الأقل..

سامي.. أعذرني ياصديقي.. فلديَّ أعمال كثيرة تنتظر عودتي ولا أستطيع البقاء أكثر من يومين ..

وفي المساء أتت سناء لتسلم على صديق خطيبها

سناء ...مساء الخير ..لقد حدثني عنك خطيبي كثيراً..

سامي.. ينظر بعيناه فقط في وجهها دون أن يتكلم .فقط يتأمل وجهها ويده بيدها..

أحمد ..هذه سناء خطيبتي يا سامي.. وسنتزوج قريباً وستصبح عمّْاً لأولاد أخيك..

سامي.. تغيرت ألوانه قائلاً ..مبارك ياأحمد..

وبدأت علائمٌ على وجه سامي وكأنه لم يعد يفكر بالعودة إلى بلده مصر..

بعد 10 إيام...

أحمد.. مابِكَ ياسامي لقد كنت مستعجلاً للعودة والأن أراكَ بائس الوجه ..هل حدث مكروه في بلدك أو أعمالك..

سامي.. لا ياأخي كل شيئٍ على مايرام..

أحمد.. إذا مابِكّْ.. تحدث.. فأنا أسمعك..

سامي ..لا أستطيع.. ونزلت دمعة على خد سامي..

أحمد.. هل أنت تبكي ياأخي.. تحدث وأقسمُ لكَ لو أن قلبي الذي يجعلك تبكي سأقتلعه من صدري..

سامي.. نظرَ إلى صديقه قائلاً.. سناء ياأحمد.

أحمد.. مابها سناء ياسامي..

سامي.. لقد دخلت قلبي وحاولت كثيراً إخراجها ولكن لمّْ أستطع.. فاعذر جرأتي ياأخي ..وأعدكَ بإن أسافر غداً ..

أحمد.. أطرق رأسه في الأرض واضعاً يده على جبينه وكأنه يفكر في أمرٍ ما..ورفع رأسه قائلاً..
أنتظرني قليلاً ياسامي...

ذهب أحمد قاصداً منزل خطيبته سناء.. وبعد قليل عادَ مبتسماً وضربَ على كتف صديقه قائلاً ..
مبارك ياسامي.. سنعلن خطوبتك اليوم على سناء ونزوجكم وتسافروا معاً إلى مصر.. وتعدني أن تكون هديتي لكَ مُصانةٌ مدى الحياة..

سامي.. انهمرت عيناه بالبكاء قائلاً ..
أقسم ياأخي أنها ستكون أثمن من روحي ..

وتم الزواج من سامي وسناء ..وسافرا إلى مصر معاً..
وبقي أحمد وحيداً تسوء أحواله يوم بعد يوم ولم يعد له قدرة على العمل حتى انتهت به الحال لفقرٍ شديد..

بعد 5 سنوات

سافر أحمد إلى صديقه سامي في مصر يقصد عملاً يُحَّسِنُ به وضعه المعيشي..
ووصل لمنزل سامي الشبيه بالقصر يحرسهُ الحراس عند المدخل..

أحمد ..السلام عليكم..

الحارس.. وعليك السلام ياأخي

أحمد.. أرجوك أخبر سامي بإن صديقك أحمد من سوريا يريد الدخول إليك..

الحارس... أنتظر لحظة ياأحمد..

وبعد قليل عاد الحارس وقال لأحمد أن سامي غير موجود في المنزل..

فبكى أحمد ولم يكن له أحداً في مصر سوى صديقه الذي رفض رؤيته ..

فذهب أحمد واستلقى على الرصيف ليريح جسده من عناء السفر..

وبينما هو جالس يبكي فإذا بشاب في ربيع العمر وقف بجانبه.. وقال..

مابكَ تبكي ياأخي..
فقال أحمد ..أبكي صديقاً أكرمتهُ في بلدي وتشائم من رؤيتي في بلده...

فقال الشاب وكان أسمه محمد ..تعال معي ياأخي وسأعطيكَ منزلاً يليق بكّْ وعملاً تجني منه رزقك..

وفعلاً ذهب أحمد مع محمد قائلاً ..إذا خليت خربت..
واستلم عمله في محل الصاغة وسكن في منزل جميل وبدأ يعمل بإمانة وصدق..حتى جنى مالً يُمَكِّنهُ من العيش حياة سعيدةً ومستقرةً..

محمد...السلام عليك ياأحمد

أحمد.. وعليك السلام يامحمد

محمد.. أقسمُ ياأحمد بإنكَ خيرُ زوج يصون لي أختي ..
فما رأيك ..

أحمد.. أتشرف بكَ نسباً يامحمد..

وتمت خطوبة أحمد من فاتن أخت محمد..

وفي الزفاف أُقيم حفل كبير جداً وحضور ليس له مثيل.. وفي وسط الحضور كان أولهم ..صديقه سامي وسناء وكان سامي يستقبل الضيوف فرحاً والسعادة تغمر قلبه والبسمة لاتفارق شفتاه..

فانهار أحمد يأكل نفسه بنفسه غضباً وقهراً ..وصعد إلى المذياع قائلاً.. أريد أن أروي لكم حكاية ياساده..

فاستمع كل الحاضرين لما قاله أحمد..
وقالوا له بصوت واحد ..أنه لايستحق حتى ذكر أسمه..
وبدأت الثرثرة والتهامس بين الموجودين ينعتون ذاك الشاب المجهول..

وحدثت المفاجئة التي لم تكن بحسبان أحمد عند خروج سامي إلى المذياع قائلاً والدموع تملأ عينيه...

سامي..
مابالكم أيها السادة الحضور في صديقين عاشا أجمل الأيام رغم الغربة والمرارة وبعد عودتنا بسنوات أشتقت إليه كثيراً فقصدت دياره طالباً عناقه
فأكرمني وقدَّمَ لي أغلى مايملك وهي خطيبته التي هي زوجتي الأن..

إلى حين مجيئهُ إليّْ

وعندما دخل إليَّ الحارس وأخبرني بإن أحمد يقف على الباب فلم أطق صبراً للقياه فأردت أن تراه عيني من النافذة قبل أن تعانقه روحي
فوجدته على غير مايرام وغريزةٌ بداخلي قالت لي بإنه قد أتى أليَّ بقصد العمل وأن حالتهُ ليستّْ على مايرام..
فلم أرد رؤيته على هذه الحال ولا أريده أن يكسُرَ نفسهُ لي ويطلب مني أن أخدمهُ بعد كلِّ مافعلهُ لأجلي..
فقلت للحارس أن يقول له أنني غير موجود..
فراقبته إلى أين ذهب وأرسلت لهُ أخي الصغير محمد. وأخذهُ وقدَّمَ له عملاً ومنزلاً يليق به.. 
حتى تحسنت أحواله أمام عيني وقدمتُ لهُ أغلى ماأملكّْ... أختي فاتن...
رداً صغيراً لوفاء جعلني سعيداً بزوجة جميلة ووفية ك سناء..
وها أنا الأن أكثر الناس سعادةً بفرح صديقي وأقسم أن فرحتي به أكثر من فرحي بزواج أختي من رجل يستحق كل الوفاء ..

فتعانقا عناقً أذهل الموجودين ..
فصرخ محمد ..ها أنا هنا.. ألا أستحق جزءاً من عناقكم..
وعمَّ الفرح وتمَّ الزواج وعاشا كعائلة واحدة يملأها الحب والسعادة...
.........................أنتهــــــت.......................

أصدقائي ..كما قلتُ لكم أنها قصة خياليةٌ ولا وجود لمثيلها في مجتمع عربي يملأه الحقد والكراهية.

ودمتـــــم بخــــير..

..............الوفاء...........
قصـــــة خياليـــــة ..
بقـــــــلم ...تيســـــــــــير إبراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصيدة بعنوان : أيامك ما أنسيها... بقلم الشاعر : أحمد عبار العلي

 أيامك ما أنسيها دايم افكر  بيها اصفن وانا اطريها كل لحظة انت فيها بغيابك مقدر أنام ..... من غيرك مالي حيلة يا ابو أفعال الاصيلة حبك هو الحص...