( جهنّمُ هي نفسي ! )
لا توجد بين طيات إدراكي منطقة وسطى بين اليقظة و النوم . كنت أظن أن الحالة هذه تنتابني عند صباحاتي حين أكون في فراشي بين أحضان ملاءاتي و لكني فوجئت بأني في الحقيقة كائن حالم .
اليوم لم تشأ كوابيسي تركي ٠ أرى أني تحجرت كما آلهة الجاهلية .
أرى الخوف على الوجوه الواجمة و أسمع نداءات الحناجر الداعية ولا أشعر ٠
أنظر في عيون حبيباتي فألمح بريق الرغبة على الشفاه فأطوقهن ولكني أستحيل دخانا و أحضن الغياب و لا أحضر .
أعود لليلي و أدعوه للسهر فقد ألفنا معا الحرف والشعر .
أبحرنا سويا في مراكب أوليس الحكيم و رحلنا في الزمن مع اِبن القارح نستنير بالمعري و عميه
و أخذنا دانتي لخشبة الملهاة الإلهية .
جميعهم رافقونا لجهنم . شاهدنا عذابات البشر والنار و الحديد والدماء و رائحة اللحم الإنساني يشوى على صفائح الكبريت .
و إنتهى بي حديث الليل لحقيقة وجودية لسارتر - كم هي سخيفة هذه المشاهد . جهنم ليست سوى الآخر ـ
حاولت أن أستوضح الصبح . لم أجد الكلمات . أطبقت شفاهي عنها وسجنتها في أعماقي
وكلما حاولت أن أتكلم لفظت حنجرتي صوتا كالحشرجة وكسعال المحموم .
حتى أفكاري باتت في داخلي كوحشة الظلمة .و كالسراب و الموت ٠
سأذهب إلى حيث أنتم .٠ سأتذكّر و سأشعر وسأحب ٠
و سأصرخ :
- كلّ الثنايا تأتي بكم لعتباتي !
و حين أفتح عيوني لن أبصر سوى الصمت ٠
وسأظل مشدودا لعقال نفسي لا أرى غيري و أنا أهذي كالحالم :
ــ جهنّمُ هي نفسي !
بقلمي : حسن بنباجي
2020/03/24
لا توجد بين طيات إدراكي منطقة وسطى بين اليقظة و النوم . كنت أظن أن الحالة هذه تنتابني عند صباحاتي حين أكون في فراشي بين أحضان ملاءاتي و لكني فوجئت بأني في الحقيقة كائن حالم .
اليوم لم تشأ كوابيسي تركي ٠ أرى أني تحجرت كما آلهة الجاهلية .
أرى الخوف على الوجوه الواجمة و أسمع نداءات الحناجر الداعية ولا أشعر ٠
أنظر في عيون حبيباتي فألمح بريق الرغبة على الشفاه فأطوقهن ولكني أستحيل دخانا و أحضن الغياب و لا أحضر .
أعود لليلي و أدعوه للسهر فقد ألفنا معا الحرف والشعر .
أبحرنا سويا في مراكب أوليس الحكيم و رحلنا في الزمن مع اِبن القارح نستنير بالمعري و عميه
و أخذنا دانتي لخشبة الملهاة الإلهية .
جميعهم رافقونا لجهنم . شاهدنا عذابات البشر والنار و الحديد والدماء و رائحة اللحم الإنساني يشوى على صفائح الكبريت .
و إنتهى بي حديث الليل لحقيقة وجودية لسارتر - كم هي سخيفة هذه المشاهد . جهنم ليست سوى الآخر ـ
حاولت أن أستوضح الصبح . لم أجد الكلمات . أطبقت شفاهي عنها وسجنتها في أعماقي
وكلما حاولت أن أتكلم لفظت حنجرتي صوتا كالحشرجة وكسعال المحموم .
حتى أفكاري باتت في داخلي كوحشة الظلمة .و كالسراب و الموت ٠
سأذهب إلى حيث أنتم .٠ سأتذكّر و سأشعر وسأحب ٠
و سأصرخ :
- كلّ الثنايا تأتي بكم لعتباتي !
و حين أفتح عيوني لن أبصر سوى الصمت ٠
وسأظل مشدودا لعقال نفسي لا أرى غيري و أنا أهذي كالحالم :
ــ جهنّمُ هي نفسي !
بقلمي : حسن بنباجي
2020/03/24
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق